يقتضي إدخال مادة "علم الحاسب الآلي" في مناهج التعليم العام النظر إلى فلسفة تعلم هذه المادة. فعلم الحاسب علم قائم بذاته، و له قواعده ومفاهيمه ومصطلحاته الخاصة، مثله مثل علم اللغة وعلم الفقه وعلم الكيمياء وغيرها.
وقد جاء في تقرير "الجمعية الأمريكية للحاسباتACM" ، أن علم الحاسب يجب أن يدرس في المرحلة الثانوية، كعلم له أصوله وقواعده ومبادئه، ومن هنا يمكن القول إن معرفة أي علم جديد لابد في البداية من دراسة قواعده وأسسه النظرية كخطوة أولى لتعلم هذا العلم.
وسيلة بحثية
إن الهدف من تدريس الحاسب الآلي في التعليم العام هو استخدامه كوسيلة تعليمية أولاً، ثم وسيلة بحثية "البحث عن المعلومات في قواعد البيانات"، ثم استخدامه كوسيلة مساعدة في "بناء التفكير الناقد" Critical Thinking، وخصوصاً عند استخدام العلاقات الخطية أو استخدام أسلوب حل المشكلات في الحاسب.
وهناك فرق بين مناهج التدريب الفني على مهارات معينة، وبين مناهج التعليم العام، ففي الأول عادة ما يتم التركيز على مهارات معينة قد لا تكون مرتبطة بمهارات أخرى مستقبلية، بل إن الهدف من التعلم هو إتقان مهارة معينة «برنامج معين» في وقت معين لهدف معين، أما مناهج التعليم العام فهي تعد الطالب إعداداً عاماً يؤهل الطالب للجامعة بجميع أقسامها بما في ذلك قسم الحاسب الآلي الذي يتطلب من الطالب أن يكون لديه خلفية بعلم الحاسب كغيره من العلوم.
إقناع المعلم أولا
لاتعتبر تطبيقات الحاسب المظهرية، من طباعة وخطوط ورسوم وجداول وحفظ للملفات واسترجاعها، الهدف الأسمى والغاية النهائية من تعلم الحاسب الآلي، بل إن هذه التطبيقات لن تدرس في المستقبل القريب كما هو موجود في الدول الأخرى المتقدمة، ذلك أن كل فرد في المجتمع سوف يكون لديه هذه المهارة وزيادة في المرحلة الابتدائية؛ أما عن قضية ترسيخ أهمية تعلم الحاسب الآلي في مناهجنا الدراسية فلن يتم هذا إلا عندما نقوم ببعض الخطوات المهمة مثل إقناع معلمي باقي التخصصات باستخدام الحاسب في مناهجهم، حيث إن هناك الكثير من البرامج الدينية والعلمية وغيرها يساعد استخدامها على ترسيخ تلك وزيادة التحصيل الدراسي لدى الطلاب. ومن هنا يمكن أن يكون استخدام الحاسب الآلي في جميع المواد وليس في مادة مستقلة.
أمية إلكترونية
إن واقع مناهج الحاسب الآلي في المرحلة الثانوية أدى إلى تكوين اتجاه سلبي لدى الطالب تجاه مادة الحاسب الآلي، ذلك لأننا نريد أن نعلّم ما يدرسه الطلاب في دول العالم في 9 سنوات خلال 3 سنوات وهذا أمر متعذر.
لذا يجب تدريب الطلاب في مراحلهم الابتدائية على البرامج الترفيهية لتكوين الاتجاه الإيجابي لدى الحاسب، ومن ثم الانتقال إلى مجالات الحاسب الأخرى.
أما عن قضية تعليم الحاسب الآلي واقتنائه لأفراد المجتمع فينبغي التذكير دائماً أن الأميّة في الوقت الحاضر هي أميّة الحاسب الآلي، وليست أميّة القراءة والكتابة، ثم لنعلم أن بعض الدول بدأت بمحو أميّة الإنترنت ونحن مازلنا في صدد محو أميّة القراءة والكتابة، هذا أولاً، أما ثانياً فلابد من ربط تعلم الحاسب بالأمان الوظيفي لدى المجتمع، عند ذلك سوف يسعى المجتمع كله لتعلم الحاسب الآلي.
دور مهم للإعلام
إن هناك دوراً هاماً ملقى على وسائل الإعلام لتوضيح أهمية الاتجاه إلى التعلم على استخدام الحاسب من قبل أفراد المجتمع، وذلك بتخصيص ملاحق خاصة للحاسب في الصحف، وهذا سوف يزيد من الوعي، وهي دعوة للإذاعة وللتلفزيون لعمل مثل هذه البرامج.
لكن هذه النظرة المتفائلة منا في كفاءة استخدام التقنية الحديثة في مجال التعليم، هل يتوقع لها أن تقدم المأمول منها؟ أم سيكون حالها حال التلفاز والمذياع الذي استبشر التربويون به خيرا عندما بدأ استخدامه يدخل إلى حيز الوجود، وتوقعوا أن يفتح آفاقاً جديدة للعملية التعليمية، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وبقيت السبورة والكتاب المدرسي والمدرس؟!.
خيبة أمل
عندما اخترعت السينما ثم المذياع و التلفزيون وبعدهما الفيديو، استبشر التربويون مع كل واحد من هذه المخترعات بأن التعليم سوف ينقلب رأساً على عقب، وأن الطالب سينتقل إلى عوالم بعيدة، ويعيش تجارب غنية وهو في فصله، وسوف يشاهد ويسمع المعلومة ويعيش معها من خلال هذه الأجهزة، ولكن لم تزل السبورة هي سيدة الفصل بدون منازع.
وقيل الشيء نفسه في العقد الماضي، عندما ظهر الحاسب الشخصي والمناهج المبرمجة، بأن الحاسب سوف يكون من التقنيات التعليمية التي توفر المعلومة خلال النص المكتوب والصور المتحركة والصوت والتفاعل مع الطالب، ولكن شيئاً لم يحدث، ولم يستطع الكمبيوتر أن يزاحم السبورة.
هل تستقيل السبورة؟
الآن وقد دخلت الإنترنت حياتنا، هل سوف تعطي للطالب والعملية التعليمية قوة وثراء من خلال الوصول إلى المعلومة في جميع أنحاء العالم أو الأشخاص من مختلف الثقافات الأخرى، وهل ستجد طريقها إلى الفصل، أم ستبقى السبورة نجم الوسائل التعليمية الذي لا يغيب أبدا؟؟
( منقـــــــــــــــول )
وقد جاء في تقرير "الجمعية الأمريكية للحاسباتACM" ، أن علم الحاسب يجب أن يدرس في المرحلة الثانوية، كعلم له أصوله وقواعده ومبادئه، ومن هنا يمكن القول إن معرفة أي علم جديد لابد في البداية من دراسة قواعده وأسسه النظرية كخطوة أولى لتعلم هذا العلم.
وسيلة بحثية
إن الهدف من تدريس الحاسب الآلي في التعليم العام هو استخدامه كوسيلة تعليمية أولاً، ثم وسيلة بحثية "البحث عن المعلومات في قواعد البيانات"، ثم استخدامه كوسيلة مساعدة في "بناء التفكير الناقد" Critical Thinking، وخصوصاً عند استخدام العلاقات الخطية أو استخدام أسلوب حل المشكلات في الحاسب.
وهناك فرق بين مناهج التدريب الفني على مهارات معينة، وبين مناهج التعليم العام، ففي الأول عادة ما يتم التركيز على مهارات معينة قد لا تكون مرتبطة بمهارات أخرى مستقبلية، بل إن الهدف من التعلم هو إتقان مهارة معينة «برنامج معين» في وقت معين لهدف معين، أما مناهج التعليم العام فهي تعد الطالب إعداداً عاماً يؤهل الطالب للجامعة بجميع أقسامها بما في ذلك قسم الحاسب الآلي الذي يتطلب من الطالب أن يكون لديه خلفية بعلم الحاسب كغيره من العلوم.
إقناع المعلم أولا
لاتعتبر تطبيقات الحاسب المظهرية، من طباعة وخطوط ورسوم وجداول وحفظ للملفات واسترجاعها، الهدف الأسمى والغاية النهائية من تعلم الحاسب الآلي، بل إن هذه التطبيقات لن تدرس في المستقبل القريب كما هو موجود في الدول الأخرى المتقدمة، ذلك أن كل فرد في المجتمع سوف يكون لديه هذه المهارة وزيادة في المرحلة الابتدائية؛ أما عن قضية ترسيخ أهمية تعلم الحاسب الآلي في مناهجنا الدراسية فلن يتم هذا إلا عندما نقوم ببعض الخطوات المهمة مثل إقناع معلمي باقي التخصصات باستخدام الحاسب في مناهجهم، حيث إن هناك الكثير من البرامج الدينية والعلمية وغيرها يساعد استخدامها على ترسيخ تلك وزيادة التحصيل الدراسي لدى الطلاب. ومن هنا يمكن أن يكون استخدام الحاسب الآلي في جميع المواد وليس في مادة مستقلة.
أمية إلكترونية
إن واقع مناهج الحاسب الآلي في المرحلة الثانوية أدى إلى تكوين اتجاه سلبي لدى الطالب تجاه مادة الحاسب الآلي، ذلك لأننا نريد أن نعلّم ما يدرسه الطلاب في دول العالم في 9 سنوات خلال 3 سنوات وهذا أمر متعذر.
لذا يجب تدريب الطلاب في مراحلهم الابتدائية على البرامج الترفيهية لتكوين الاتجاه الإيجابي لدى الحاسب، ومن ثم الانتقال إلى مجالات الحاسب الأخرى.
أما عن قضية تعليم الحاسب الآلي واقتنائه لأفراد المجتمع فينبغي التذكير دائماً أن الأميّة في الوقت الحاضر هي أميّة الحاسب الآلي، وليست أميّة القراءة والكتابة، ثم لنعلم أن بعض الدول بدأت بمحو أميّة الإنترنت ونحن مازلنا في صدد محو أميّة القراءة والكتابة، هذا أولاً، أما ثانياً فلابد من ربط تعلم الحاسب بالأمان الوظيفي لدى المجتمع، عند ذلك سوف يسعى المجتمع كله لتعلم الحاسب الآلي.
دور مهم للإعلام
إن هناك دوراً هاماً ملقى على وسائل الإعلام لتوضيح أهمية الاتجاه إلى التعلم على استخدام الحاسب من قبل أفراد المجتمع، وذلك بتخصيص ملاحق خاصة للحاسب في الصحف، وهذا سوف يزيد من الوعي، وهي دعوة للإذاعة وللتلفزيون لعمل مثل هذه البرامج.
لكن هذه النظرة المتفائلة منا في كفاءة استخدام التقنية الحديثة في مجال التعليم، هل يتوقع لها أن تقدم المأمول منها؟ أم سيكون حالها حال التلفاز والمذياع الذي استبشر التربويون به خيرا عندما بدأ استخدامه يدخل إلى حيز الوجود، وتوقعوا أن يفتح آفاقاً جديدة للعملية التعليمية، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وبقيت السبورة والكتاب المدرسي والمدرس؟!.
خيبة أمل
عندما اخترعت السينما ثم المذياع و التلفزيون وبعدهما الفيديو، استبشر التربويون مع كل واحد من هذه المخترعات بأن التعليم سوف ينقلب رأساً على عقب، وأن الطالب سينتقل إلى عوالم بعيدة، ويعيش تجارب غنية وهو في فصله، وسوف يشاهد ويسمع المعلومة ويعيش معها من خلال هذه الأجهزة، ولكن لم تزل السبورة هي سيدة الفصل بدون منازع.
وقيل الشيء نفسه في العقد الماضي، عندما ظهر الحاسب الشخصي والمناهج المبرمجة، بأن الحاسب سوف يكون من التقنيات التعليمية التي توفر المعلومة خلال النص المكتوب والصور المتحركة والصوت والتفاعل مع الطالب، ولكن شيئاً لم يحدث، ولم يستطع الكمبيوتر أن يزاحم السبورة.
هل تستقيل السبورة؟
الآن وقد دخلت الإنترنت حياتنا، هل سوف تعطي للطالب والعملية التعليمية قوة وثراء من خلال الوصول إلى المعلومة في جميع أنحاء العالم أو الأشخاص من مختلف الثقافات الأخرى، وهل ستجد طريقها إلى الفصل، أم ستبقى السبورة نجم الوسائل التعليمية الذي لا يغيب أبدا؟؟
( منقـــــــــــــــول )